-->
اهم الأخبار
recent

اعلانات

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

الاثنين، 13 يناير 2025

سوريا من الاسدقراطية الى الجولانيقراطية

 

 


أ.د عامر حسن فياض

 

لم تشهد الكيانات السياسية المحيطة بدولة اسرائيل العيش في ظل دول حقيقية وذلك لان صانعيها وعن قصد- في سايكس بيكو- لم يرق لهم ان تكون الكيانية الصهيونية بعد وعد بلفور محاطة بدول بمعنى الكلمة زيادة على ان من تولى عملية البناء من (قادة) للكيانات السياسية العربية المحيطة بإسرائيل لايفقهون التمييز بين وظائف رجالات الدولة ورجالات السياسة.

وقد استمر هذا الحال لتكون صناعة الكيانات الدولتية الحقيقية في محيط اسرائيل ومابعد هذا المحيط حلم جميل صعب التحقيق فكانت الصرخات الانفعالية لهؤلاء من أجل (الاستقلال) بلا ديمقراطية زمن الاستعمار الغربي القديم لتصبح صرخات انفعالية من أجل (ديمقراطية) بدون استقلال زمن الاستعمار الصهيوامريكي الجديد.

لقد تعددت توصيفات ماحصل في سوريا فالجميع متفق ان عملية تغيير وتحول وانتقال قد حصلت فبعضهم يصفها بعملية انتقال من الاستبدادقراطية الى الاخوانقراطية والاخر يرى انها عملية تغيير من الطغيانقراطية الى الفوضى قراطية ، والحقيقة ان انتقال سوريا من حكم الاسد الى حكم الجولاني واقعياً وليس نظرياً جعل من سوريا تنتقل من سوريا ما قبل الجديدة عهد الاسد الى سوريا ما قبل قبل الجديدة عهد الجولاني ... ومن سوريا ما قبل الدولة عهد الاسد الى سوريا ما قبل قبل الدولة عهد الجولاني... ومن سوريا ما قبل وحدة الاقليم السوري عهد الاسد الى سوريا ما قبل قبل وحدة الاراضي السورية عهد الجولاني ...

ان كل الذي يحصل في سوريا وما سيحصل بعد الان هو ما نسمعه من دعوات لحوار وطني بين اطراف الاساسية منها تأتي للحوار دون ان تفك ارتباطها واستقوائها بجهات اجنبية امريكية او تركية او اسرائيلية. وعليه فان هذا الحوار (الوطني) ان نجح فانه سينجح في انتقال سوريا بحكم التوافق الصهيوامريكي التركي، وبأحسن الاحوال والتوقعات سينجح في انتقال سوريا من الجولانيقراطية الى المحاصصقراطية القومية والدينية في اطار (دولة) بلا حول ولا قوة..

نقول ذلك لان الكل منشغل بتوصيف ما حدث ويحدث وليس بمواجهة ما حدث ويحدث في سوريا والذي حدث ويحدث هو عدوان كامل الاوصاف مبرقع بعناوين التحول والتغيير والانتقال طالما ان العرب يلعبون دور الصامت صمت القبور وان العالم يلعب دور الساكت سكوت الشيطان الاخرس.

صحيح ان من السابق لأوانه تحديد المرحلة المقبلة في سوريا بيد ان هناك معطيات ومؤشرات تبين للعقلاء ان المراد ، على وفق المشروع الصهيوامريكي التركي تحويل سوريا من الحريات المعدومة زمن الاسد الى الحريات المنفلتة زمن الجولاني.

وهذا المشروع الصهيوامريكي التركي يقوم على اطروحات غرائبية استسلم لها عرب السلطة بخوف وعرب الرفاهية بخنوع أبرزها اطروحة ان السلام لا يتحقق إلا بالإبادة كما يحصل في فلسطين !.. واطروحة ان التحرير لايتم إلا على يد الفيالق الارهابية كما يحصل في سوريا !.. واطروحة ان الديمقراطيات الغربية العظمى هي رأس حربة الحروب العدوانية !.. واطروحة ان صوت الشعوب صراخ ليس بالضرورة الاستجابة له !.. واطروحة ان قوة دول المنطقة المحيطة وما بعد المحيطة بإسرائيل تكمن في ضعفها بعد تدمير قدراتها العسكرية وزيادة منسوب رخاوتها !.. واطروحة ان بقاء اسرائيل وأمنها مرتبطان بتقوية تبعية كل من الاردن ولبنان والعراق للولايات المتحدة الامريكية!..

لكل ذلك فان مؤشرات مستقبل سوريا غير واعدة حتى الآن وان الطريق الى مستقبل سوريا محفوف بعدم اليقين ومرصوف بالمخاطر. وحتى الآن الدعم الاوربي الامريكي لسوريا حرة ديمقراطية هو دعم لفظي. وان قانون قيصر الذي ساهم في تجويع الشعب السوري قبل النظام السوري مايزال ساري المفعول. وان وراء صور الفرح القليلة المعلنة بالتغيير صور كثيرة غير معلنة للحزن والقتل والانتقام. وان خطر تفكيك سوريا الى كانتونات قومية ودينية ومذهبية قائم على قدم وساق.

ولا راد لكل هذه المخاطر المعاشة غير المقاومة التي لم تنتصر اليوم لان انتصارها يعتمد على استمرارها، فاذا كانت الانظمة في المنطقة قد اقتنعت معظمها بان قوتها في تبعيتها للمشروع الصهيوامريكي التركي فان شعوب المنطقة لايمكن ان تقتنع بغير حقيقة ان قوتها في مقاومتها لكل شكل من اشكال التبعية. 

ما هو تقيمك للخبر :

شارك الخبر :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق